:بيان صحفي
بيروت 12-11-2013
اعمال المؤتمر الثاني للحد من مخاطر استخدام المخدرات انطلقت وممثل وزير الصحة يشدد على “التعامل مع المدمن كمرض يحتاج للعلاج ويعفى لقاء ذلك من العقوبة المنصوص عليها بالقانون”و”تامين العلاج للمدمنين دون تمييز”
افتتح المؤتمر الاقليمي الثاني للحد من مخاطر استخدام المخدرات اعماله، برعاية وزير الصحة اللبنانية الدكتور علي حسن خليل وبتنظيم من شبكة الشرق الاوسط وشمال افريقيا للحد من خاطر استخدام المخدرات ” مينارة” في حفل افتتاحي في فندق هيلتون متروبوليتان بالاس، سن الفيل، الرابعة بعد الظهر
حضر حفل الافتتاح رالداخلية مروان شربل العميد فادي الخازن، ممثل وزير الصحة اللبنانية علي حسن خليل الد. بهيج عربيد ، ممثل مدير عام قوى الامن الداخلي العميد ابراهيم بصبوص المقدم هنري منصور، كما حضر جوزيف ساروتوك ممثلا الصندوق العالمي لمحاربة السيدا والسل والملاريا ،مسعود كريميبور ممثل مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة والسيد سيمون سالم ممثل برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بالإيدز، وممثل منظمة الصحة العالمية الدكتور حسن البشرى
ممثل وزير الصحة الدكتور عربيد لفت في كلمته إلى أن واقع الحال في لبنان لا يطمئن بالرغم من الجهود الكبيرة التي تبذلها القوى الأمنية والسلطات القضائية لإتلاف المزروعات سنوياً وملاحقة تجار المخدرات والعصابات المرتبطة بها وبالرغم أيضا من الجهود التي تبذلها وزارة الصحة العامة والجمعيات الأهلية المعنية بها لمعالجة الإدمان. وأوضح أن بعض الأرقام الصادرة عن الإدارات المختصة تدل أن في قطاع التربية والتعليم العالي هناك حوالي 24000 طالب جامعي يتعاطون المخدرات وأن 3.5% من تلامذة المدارس وفي أعمار 13 – 15 سنة قد تعاطوا ولو لمرة واحدة أو أكثر المخدرات أو المواد التي تؤدي إلى الإدمان. وأن 20% من السجناء الذين يدخلون إلى سجن رومية المركزي شهريا من أصل 500 سجين، يدخلون بتهمة لها علاقة بالمخدرات، مشدداً على أن المشكلة هي أن القسم الأكبر من مستهلكي المخدرات لم تتوفر لهم الفرص للمعالجة
وأضاف أن اللجنة الوطنية لمكافحة الإدمان على المخدرات التي أنشأت بقرار من وزير العدل في 20 كانون الثاني 2011 وهي تضم ممثلين عن وزارات العدل، الداخلية والبلديات، الصحة، الشؤون الإجتماعية وممثلين أيضا عن الجمعيات الأهلية التي تعمل في مجالات الوقاية من المخدرات والإدمان والتي كانت نتيجة لتعاون وزارة الصحة العامة ومنظمة الصحة العالمية حددت أربعة محاور للدرس والمناقشة والإقرار من قبل الجميع لشموليتها لكل جوانب المشكلة وهي
التعامل مع المدمن كمريض يحتاج للعلاج ويعفى لقاء ذلك من العقوبة المنصوص عليها بالقانون
هو تأمين العلاج للمدمنين دون تمييز وتطوير الخدمات التخصصية المتعلقة بالإدمان
تأكيد وتفعيل التعاون مع كافة الوزارات والأجهزة والمؤسسات المعنية لتكامل الجهود للحد من انتشار الإدمان وتعاطي المخدرات
واشار إلى إعطاء عناية خاصة لأربعة مواقع بالغة الأهمية والتأثير على أعمال المكافحة في الحاضر والمستقبل:
الموقع الأول: زراعة المخدرات
إن غياب الزراعات البديلة لزراعة المخدرات يفقد الجهود المبذولة التي تبذلها الأجهزة الأمنية والسلطات القضائية الكثير من فعاليتها. ففي لبنان لم نتوصل بعد إلى برامج واضحة للزراعات البديلة التي توفر للمزارعين الذين اعتادوا الزراعات الممنوعة متطلبات الحياة الأساسية
الموقع الثاني: هو القطاع التربوي بدءا بالمدارس وصولا للجامعات
فالمطلوب في المؤسسات التربوية كافة تعزيز الأنشطة ونتويعها والتي تمارس بالعمل الجماعي المنظم مثل الأنشطة الفنية والثقافية والرياضية والبيئية وسواها… والمطلوب أيضا مكافحة التدخين بكل الوسائل لأنها قد تشكل مدخلا لتعاطي المخدرات مستقبلا
الموقع الثالث: السجون، فالإحصاءات عن السجون والمخدرات تشير إلى أن 42% من المدمنين يتعاطون الهيرويين، 19% يتعاطون الكوكايين، 37% يتعاطون الحشيشة، 51% من السجناء المدمنين تتراوح أعمارهم بين 18 – 25 سنة، 36% منهم بين 26 – 35 سنة، و13% منهم هم فوق 36 سنة
الموقع الرابع وهو مرتبط بالعوامل المؤثرة التي يمكن أن تساهم في دفع بعض الناس إلى تعاطي المخدرات، وهذه العوامل تبدأ مع الفقر وتعاظمه وما يخلفه من نتائج على حياة المواطنين من مشاكل الإقامة والتغذية والمياه والبيئة غير السليمة والقلق النفسي وتتفاعل هذه العوامل مع الإضطراب السياسي والإجتماعي والإقتصادي في البلد فتزيد الأمور تعقيدا
المدير التنفيذي لشبكة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا للحدّ من مخاطر استخدام المخدرات ايلي اعرج أشار إلى أن مينارة دعت لهذا الاجتماع لسببين رئيسين، الأول هو أن بعض الجهات المانحة قررت سحب الأموال من الشرق الأوسط لأنه قيل أن للMENA احتياجات غير مهمة، ولأنه في الMENA دول غنية جداً. ولكن هناك راهناً بعض المؤشرات المقلقة جداً التي تقود إلى إعادة النظر في دعم هذه المنطقة
الأعرج لفت أيضاً إلى أن ال MENA واحدة من أعلى الحالات المسجلة في العالم، بينما ينخفض المرض في أجزاء أخرى من العالم، وهو آخذ في الازدياد في منطقة الشرق الأوسط وشرق أوروبا، موضحاً أن الدراسات أظهرت انتشار التهاب الكبد B و C بين متعاطي المخدرات بالحقن الذي يختلف من 50٪ في بعض البلدان، ويمكن أن تصل النسبة إلى أكثر من 90٪ في بعض البلدان الأخرى
كذلك أوضح الأعرج أن تقاسم الإبر والمحاقن يسجّل نسبة ما بين 40 و 70٪ بين متعاطي المخدرات، والرجل الذي يمارس الجنس مع رجل آخر، لديه على الأقل 6 شركاء في العام الواحد. أما في ما يتعلق بالشباب، فالواضح أن أسلوب حياتهم يرافقه استخدام وتعاطي المخدرات
وأضاف أيضاً أن في هذه المنطقة، لدى القيم الدينية أهميتها وما زال وجود العائلة مرفوض، والقوانين قمعية جداً في إدارة وضع متعاطي المخدرات بالحقن. وهذا الوضع يؤدي إلى انتشار العار وسط هؤلاء الذين يستخدمون المخدرات، الأمر الذي سيمنعهم من الحصول على الخدمات الصحية سواء الخدمات الوقائية أو العلاجية ما سيضعهم أمام مخاطر كبيرة
وختم قائلاً ان مع ظهور الربيع العربي باتت المنطقة تواجه مشكلة كبيرة، ما يستدعي ضرورة إقامة جلسات وندوات متخصصة حول هذا الموضوع بالاضافة الى وضع برامج للاجئين الذين اصبحوا يشكلون حالة في هذه الايام رغم انه لم يتم العثور على بيانات وأرقام محددة حول هذا الموضوع وبالاخص موضوع السلوك الجنسي والأمراض الموجودة والمتناقلة بين هؤلاء، كما انه ظهرت في هذه الايام ظاهرة جديدة للجهاد الجنسي، وارتفع معدل حالات الاغتصاب
السيدة سيمون سالم، ممثلة برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بالايدز، شددت على اهمية المنطقة بالنسبة للامم المتحدة خصوصا ما يتعلق منها ببرامج مكافحة الايدز والتي تعتبر برامج مخاطر الحد من المخدرات احدها
مسعود كريمي بور، ممثل مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، اعتبر انه يجب ان يتم دعم هكذا برامج اذ انه اثبت علميا ان اعتماد الحد من المخاطر يفض من مستى الجريمة المتعلقة بالمخدارت، ودعا منظمات المجتمع المدني الى توفير الخدمات الى الفئات التي ليس لديها قدرات، وشدد على ضرورة نزع الوصمة عن مستخدمي المخدرات وتسهيل انخراطهم في بيئتهم
والقى الدكتور حسن البشرى كلمة منظمة الصحة العالمية مثنيا على انعقاد هكذا مؤتمر في الظل الظروف الصعبى التي تمر بها المنطقة، وشدد على ضرورة استمرار التعاون بين كافة المؤسسات الاقليمي والمؤسسات الدولية من اجل التوصل الى تخفيض مخاطر الامراض المعدية الناتجة عن استخدام المخدرات خصوصا
جوزف ساروتوك، ممثلاً الصندوق العالمي لمكافحة السيدا والسلّ اعلن ان الإصابات الجديدة بفيروس نقص المناعة البشرية هي في انخفاض على الصعيد العالمي ولكنها مستمرة في الارتفاع في منطقة الشرق الأوسط ، مشددا على الالتزام والدعم و الشراكة من الصندوق العالمي لمواصلة تعبئة و توفير الموارد المالية اللازمة لمحاربة فيروس نقص المناعة البشري وبرامج الحد من المخاطر. لهذا السبب يقوم الصندوق العالمي بتعبئة 15 مليار دولار للفترة ما بين 2014-2016 وسيكون لها تأثيراً نوعياعلى الإيدز والسل والملاريا
كما وتضمن اليوم الاول اجتماعاً للهيئات الدولية المانحة، والممولين اللاساسيين والشركاء وجمعيات المجتمع المدني عقد صباحاً ضم ممثلين عن مختلف المنظمات الدولية التي تعنى بالشؤون الصحية في منظقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا، قدم كل فريق عرضا تناول فيه المشاكل التي كانت تعترض عملهم في المنطقة، ممثلي منظمات الامم المتحدة تحدثوا عن حاجة لدعم مالي وشراكة لبرامج. وصدر في نهايته توصيات شددت على ضرورة تطوير الاسياسات الصحية والعلاجج وتامين الدعم التقني والمالي، واهمها وضع فضية الحد من المخاطر على اجندة الممولين
يذكر ان يوم غد سيتضمن سلسلة من الجلسات النقاشية ابرزها” اللاجئون ومخاطر المخدرات” رجال الدين والحد من المخاطر” الاعلام وبرامج الحد من المخاطر”