بقلم الدكتورة منجية السوايحي
مساهمة مني في دعم الترابط الاجتماعي أخط هذه الكلمات لأبرز حقوق المتعايشين مع فيروس الإيدزوهم شريحة من المجتمع الذين قد تصيبهم الإصابة بسبب المخدرات، وهم لا يزالون يعانون من التهميش
والتمييزضدهم والوصم لأنهم مرضى ، والحال أنهم مثل غيرهم من المصابين بأي مرض كمرض السكري والقلب وغيرها من الأمراض،
والتمييز ضدهم ووصمهم ناتج عن ربط الإصابة بالإيدز بالعلاقات الجنسية في حين أن العلاقات الجنسية أحد أسباب نقل الفيروس وهو ينقل عن طريق الحقن ونقل الدم والرضاعة
كما أن دورنا كقادة دينيين ليس مقاضاة الناس وإنما دعوتهم إلى الخير والتلطف بهم ومحاورتهم بالتي هي أحسن،وتوعيتهم ونصحهم بالعفة لأنها الواقي الوحيد من الإصابة إلى حدّ الساعة، ورحمتهم لأنّ الله رحيم بعباده فكيف لا نكون نحن رحماء بهم وبأنفسنا
كما أن الوصم والتهميش والتمييز ضدهم يؤدي إلى الخوف من المجتمع مما ينجرّ عنه انكماشهم وتخفيهم فينتشر المرض بصمت رهيب ولعل هذه أحد أسباب تصاعد نسبة المتعايشين في البلاد العربية
ولا يكفي أن نتعامل معهم برحمة ، ومحبة وإنما نعطيهم حقوقهم كاملة،لأن لهم حقوق على المجتمع وعلى الدولة وعلى الأفراد
ورد في الحديث النبوي الشريف”إن الله أعطى كل ذي حق حقه”(رواه أبو داود)، وروى البخاري بصيغة الأمر:”أعطوا كل ذي حق حقه”
وهم يحتاجون إلى الدعم النفسي، والإسلام يشجع على ذلك ويدعو إليه صراحة في هذا الحديث النبوي”للمسلم على المسلم ست :أن يسلم عليه إذا لقيه ويجيبه إذا دعاه ويشمته إذا عطس ويعوده إذا مرض ويتبع جنازته إذا مات ويحب له ما يحب لنفسه”) رواه أحمد)
وجاء الحديث على صيغة العموم، فكل مريض يدخل تحت تعاليمه صحيحا كان أو مريضا، صغيرا كان أو كبيرا، امرأة كان أو رجل
واعتمادا على المقاصد فالإنسان معني بهذا الحديث لأن الرسول عليه الصلاة والسلام زار يهوديا كان مريضا وأحسن معاملة أهل الكتاب بصفة عامة
في حديث ثان يدعم الحديث الأول”المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب القيامة”) رواه البخاري ومسلم)
من حق حاملي الفيروس ومرضى السيدا أن لا نظلمهم، ولا نعتدي عليهم ونصون كرامتهم مهما كان سبب انتقال الفيروس لهم، ولا نسخر منهم وهي أمور منهيّ عنها بالقرآن الكريم”يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب”) الحجرات:11)
ومن حقهم أيضا أن نلاقيهم بالابتسامة وبالكلمة الطيبة التي تشدّ الأزر وتبعث البهجة والفرحة في المرضى فعن الرسول صلى الله عليه وسلم:”لا تحقرنّ من المعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق”(رواه مسلم)
وأن نبادرهم بالمصافحة، وبردّ التّحيّة بأحسن منها فعن النّبيّ صلى الله عليه وسلم:”ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان إلا غفر الله لهما قبل أن يفترقا”) رواه أبو داود)
وإن أمكن تقديم الدعم اللازم لحاملي الفيروس ولمرضى السيدا والترفق بهم “ما كان الرفق في شيء إلا زانه”) رواه أحمد ومسلم)
كما أن زيارة حاملي الفيروس ومرضى السيدا واجبة علينا بتعاليم الدّين فعن رسول الله:”عودوا المريض وأطعموا الجائع وفكّوا العاني”) رواه البخاري)
وأن يدرك كل منّا أن زيارة المريض لا تمثل خطرا على الزائر،لأن مرض السيدا منقول وليس معد،وفي تلك الزيارة أجر وثواب بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم:”إنّ المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع قيل وما خرفة الجنة؟ قال جناها”) رواه مسلم)
:إضافة إلى ما ذكرت لمرضى السيدا ولحاملي الفيروس حقوق أساسية منها
حقه في الرّعاية والعناية والاحترام كغيره من المرضى –
حقّه في معرفة أنّه مصاب دون تمييز ضدّه ولا خوف منه ولا تشهير به –
حقّه في الخصوصيّة وفي حفظ أسراره –
حقّه في التّعليم والمشاركة في الأنشطة الاجتماعيّة –
حقّه في العمل كغيره من البشر –
حقّه في تكوين أسرة –
حقّه في التّواصل مع أسرته ومع أجواره ومع زملائه –
حقه في الحياة بجميع مقتضياتها الاقتصادية والاجتماعية والصحية –