المقررة د.منجية السوايحي عن جمعية قادرات
1-نظمت جمعية قادرات بالاشتراك مع الإدارة الجهوية للشؤون الدينية بمقرين دورة تدريية يوم 5 ديسمبر 2023 بمدينة مقرين للحدّ من انتشار المخدرات بين الشباب والشابات حضرها أئمة ووعاظ وواعظات من مدينة بن عروس ومدينة مقرين ومدينة مرناق ومدينة المرناقية ،يسرت فيها الدكتورة منجية السوايحي ورشة عمل حول “فنّ التعامل مع متعاطي المخدرات:العلاقة بين أهل الدين والمتعاطين” وهو فن راق يتصف بالرفق، وحسن المعاملة، والكلمة الطيبة، قائم على قاعدة”نحن دعاة ولسنا قضاة“وقاعدة”نساعد ولا نعاقب” وهي قواعد تدرّبوا عليها في ورش العمل السابقة بفضل دعمكم لنا ،فألف شكر، ووقع تطبيقها،حتى يشعر متعاطي المخدرات بالاطمئنان، ويقدموا على العلاج بأريحية، وكي لا يعنوا من الإقصاء والتهميش،والتمييز والوصم.
2-في إطار الحملة الوطنية التحسيسية حول التوقي من ظاهرة انتشار المخدرات التي تقوم بها وزارة الشؤون الدّينية هذه السنة 2023،نظّمت الإدارة الجهوية للشؤون الدينية ببن عروس تحت إشراف السيدة فضيلة جملي المديرة الجهوية ندوة علمية يوم 21 ديسمير 2023 بقاعة الاجتماعات بجامع الرزاق ببومهل البساتين ورشة عمل بعنوان“تقنيات التواصل والحوارمع متعاطي المخدرات”حضرها الوعاظ والواعظات والأيمة والمسؤولين عن الإدارة الجهوية للشؤون الدينية بمحافظة بن عروس.
يسّرت الجلسة العلمية الدكتورة منجية السوايحي بمداخلة حول تقنيات الحوار مع متعاطي المخدرات، والسيد منصر بوعجيلة رئيس مصلحة المحافظة على القرآن الكريم والتكوين والدراسات بمداخلة بعنوان البناء القيمي في الإسلام ودوره في الوقاية من ظاهرة المخدرات.
ثم دار نقاش أثناء الورشة الأولى والثانية حول مخاطر تعاطي المخدرات على الأشخاص والمجتمع، وعدم جدوى المقاربة الأمنية،وروى لنا العم حسن أنه خاطب بعض متعاطي المخدرات بلغة حادة-قبل تغيير خطابه- فسخروا منه، وتمادوا في التعاطي أمامه لما يكون ذاهبا إلى المسجد للصلاة،ولما غير أسلوبه معهم،وتجنب خطاب الكراهية والعنف واستبدله بخطاب المحبة والرأفة والرحمة،تغيّر سلوكهم،وأول طلب طلبوه منه أنهم سيغادرون المكان القريب من المسجد في أوقات الصلاة، وخطوة خطوة تمكن من تغيير سلوكياتهم إلى الأحسن.
كما ذكر الأيمة والوعاظ والواعظات أن المعالجة الأمنية أفلست مع متعاطي المخدرات، ولذلك يستحسن تجنبها ما أمكن إلا مع المروجين فإنهم مجمعون على معاقبتهم أمنيّا .
والمشكل القائم في وجوه متعاطي المخدرات أنه لا توجد مراكز للعلاج في منطقتهم يلتجؤون إليها عند الحاجة،وهذا ما يطالب به الأيمة والوعاظ والواعظات، ومعاطي المخدرات الراغبون في العلاج،لأنّ هذا يساعدهم على مرافقة من يريد العلاج إلى مركز يجد في الرعاية والعناية.
كذلك دار نقاش ثري حول حول البناء القيمي في الإسلام ودوره في الوقاية من ظاهرة انتشار المخدرات،ومن أهم القيم هو الرحمة بهؤلاء، ومعاملتهم معاملة تتصف بالإنسانية، وحفظ الكرامة،والبحث عن سبل لتخليصهم من هذا الوباء الخطير، ولاحظوا أن اللّين في التعامل معهن، واحترام إنسانيتهم له أثر كبير في تغيير السلوكيات الخطرة.
3-أجريت حوارا مع السيدة ح- ع، حول علاقتها بالسجينات اللاتي تتعاطين المخدرات بحكم وضيفتها في وزارة الشؤون الدينية واعظة مكلفة بزيارة السجينات فكان هذا جوابها:
أعطيت للسجينة حرف “ف” وتعتبر السجينة “ف” عمرها 34 سنة تقضي حكما ب19 سنة ومتورطة في استهلاك وتجارة مادة الهروين وهي أم لأربعة أطفال أكبرهم 18 سنة قضت من المدة المقررة 4 سنوات خسرت من أجل الهروين كل شيء (منزلها وزوجها وأهلها وأبناءها وعملها…)
تعاني هذه المرأة داخل السجن من حالة نفسية متردية وتتناول أدوية عصبية نفسية خصوصا بعد أن عرفت أن ابنتها البالغة 18 سنة انقطعت عن الدراسة وستتزوج رجلا مسنا(68 سنة ) من أجل أن يؤويها وإخوتها الصغار وتقول السيدة أن ابنها الصغير يعاني من مرض مزمن وخطير.
تتكلم المرأة باكية عن رحلة إدمانها وعن إحساسها بالألم لما يحصل مع أبنائها؛ ولكن مع السؤال الأخير: هل ندمت على ما اقترفت؟ قالت لا ولو أجد الهروين هذه اللحظة لتعاطيته… ثم انخرطت باكية وقالت دمرتهم، أريد أن أموت أنا عار عليهم،
كان عمق الألم وقسوة جلدها لذاتها واضحا عليها ولكن ادمانها النفسي لازال قائما ولم تتخلص منه.[1] …
والنتائج التي انتهت إليها الواعظة هي:
-أن السجن لا يمكن أن يعالج متعاطي المخدرات بل سيزيد من معاناته، ويثبت أن المعالجة الأمنية لاجدوى منها.
- لا من تطوير منظومة السراح الشرطي واعتماد العقوبة البديلة للتخفيف من ضغط الاكتظاظ بالسجون مما يتيح للمرأة الاعتناء بأبنائها..
- التّكثيف من برامج التثقيف والتوعية داخل السجون والإصلاحات مع تدعيم الجانب الروحاني والأخلاقي وتنمية حس المواطنة.
- تطوير برامج التأهيل وإعادة الإدماج داخل السجون.
- تدعيم برامج التنشيط الثقافي والرياضي والتنسيق مع كل الهياكل والوزارات المعنية والتشبيك مع مكونات المجتمع المدني.
- تنظيم دورات تكوينية في مجال حقوق الإنسان والقانون الجزائي للأعوان القائمين على المؤسسة السجنية للسجناء والسجينات.
- العمل على مراجعة التشريعات القانونية الجاري بها العمل في السجون.
- تخصيص فضاءات صحية لائقة ومجهزة داخل السجون.
- – 4-الأستاذة إنصاف فتح الله متفقدة في وزارة التربية مرحلتي الإعدادي والثانوي
أجريت معها حوارا لأنها تهتم بمقاومة انتشار المخدرات بين التلاميذ فذكرت لي:
أنه تم عقد اتفاقية بين وزارة التربية ووزارة الداخلية 2023 لتدريب مجموعة من المتفقدين على كيفية معالجة ظاهرة انتشار المخدرات بين الشباب،وهؤلاء المتفقدين بدورهم يدربون مجموعة من الأساتذة في كامل الجمهورية التونسية ليتمكنوا من حماية الشباب من المخدرات، ومساعدة الذين وقعوا في تعاطي المخدرات
ومن أهم النقاط التي تم الاتفاق عليها أن الطفل الذي يعلن أنه مدمن، ويريد العلاج تسلمه وزراة التربية إلى وزارة الصحة لتتكفل بعلاجه،أو تسلمه لمركز معالجة المتعاطين للمخدرات،ولا يمكن إعلام الشرطة بذلك.
وهذه خطوة مهمة جدّا تضمن الأمن للمتعاطي وتشجعه على العلاج.
السيدة إنصاف فتح الله قامت بتدريب أساتذة من معاهد في منطقة منوبة ومطقة تونس الكبرى سنة 2023 .
وهذا العمل متواصل في كامل الجمهورية وبإذن الله يؤتي أكله.
أهم قطتين وقع التركيز عليهما في كلّ اللقاءات:
1-أنّ المعالجة الأمنية فاشلة فشلا ذريعا مع متعاطي المخدرات،
2-التركيز على إيجاد مراكز لعلاج متعاطي المخدرات لأنها تكاد تكون مفقودة.
شكرا لكلّ من ساهم مع جمعيتنا قادرات في هذا الموضوع
د.منجية السوايحي
[1] مقابلة مع ” م” بسجن منوبة،تاريخ 29 اوت 2019